٢ - أنه عيسى عليه السلام، وهو قول الحسن (ت١١٠هـ) وغيره.
هذا يرجع إلى النوع الثالث وهو اختلاف المعنى (١).
مثال: ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه: ٧] فيه خمسة أقوال:
١ - أن السر: ما أسره الإنسان في نفسه، وأخفى: ما لم يكن بعد وسيكون.
٢ - أن السر: ما حدثت به نفسك، وأخفى: ما لم تتلفظ به.
٣ - أن السر: هو العمل الذي يسره الإنسان من الناس، وأخفى: منه الوسوسة.
٤ - أن معنى الكلام يعلم أسرار عباده وقد أخفى سره عنهم فلا يعلم.
٥ - يعلم ما أسره الإنسان إلى غيره وما أخفاه في نفسه (٢).
هذا من النوع الثاني وهو الاختلاف في التمثيل للعموم؛ لأن «السر وأخفى» لفظان عامان يشملان هذه الأقوال.
مثال: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة: ٣]، المراد بالغيب فيه أقوال:
١ - أنه الوحي.
٢ - أنه القرآن.
٣ - أنه الله عزّ وجل.
٤ - أنه ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار ونحو ذلك مما ذكر في القرآن (٣)، وهذا من النوع الثاني؛ لأن الغيب لفظ عام، والوحي غيب بالنسبة لنا، والقرآن مرتبط بالوحي، وذات الله سبحانه بالنسبة لنا
_________
(١) زاد المسير ٨٨٢.
(٢) زاد المسير ٩٠٠.
(٣) زاد المسير ٣٩.