وهذا العلم مما أكثرَ اللُّغويُّون من التَّصنيفِ فيه، وممن كتبَ منهم فيه: أبو فيد مؤرِّجُ بن عمرو السَّدوسيُّ (ت: ١٩٥) (١)، والنَّضرُ بنُ شُميلٍ (ت: ٢٠٣) (٢)، وأبو عبيدةَ معمرُ بنُ المثنَّى البصريُّ (ت: ٢١٠)، والأخفشُ (ت: ٢١٥) (٣)، وابن قُتيبةَ الدينوريُّ (ت: ٢٧٦)، وغيرهم.
ويعد كتابُ مجازِ القرآنِ، لأبي عبيدةَ من أشهرِ كتبِ غريبِ القرآنِ، وأكثرِها أثرًا في من جاء بعده، كما يتميَّزُ بكثرةِ الشَّواهدِ الشِّعريَّةِ.
وقد لَقِيَ كتابُه استنكارًا من علماء عصرِه؛ إذ لم يكن هذا النَّوع من التَّأليفِ المتعلِّقِ بالقرآنِ معروفًا لديهم، وفي هذا ما يُشعِرُ بأوَّليَّتِه في التَّأليفِ في هذا البابِ، وإلاَّ لِمَ لَمْ يقع الاستنكارُ على من سبقه في هذا البابِ؟!
وفي جواب ذلك احتمالانِ:
الأول: أن يُقالَ: إنَّ من سبقَه لم يشتهرْ ويظهرْ تأليفُه إلاَّ متأخِّرًا.
_________
= العذاب». الدر المنثور (٨: ١٢٣)، ولم يرد تفسيره في سورة الحشر من كتاب تفسير غريب القرآن (ص: ٣٢٩).
واعلم أنَّ أغلب ما يُنقلُ عن زيد بن علي القراءةُ، وهي محكيَّةٌ في كتب التفسيرِ كثيرًا.
(١) هذا الكتابُ رواه الثعلبي بسنده إلى المؤلف، وهو أحد الكتب التي اعتمدها في مقدمة تفسيرِه. ينظر: مخطوط الكشف والبيان، نسخة المحمودية بمكتبة المدينة المنورة (لوحة: ١١). وينظر: إنباه الرواة (٣: ٣٢٧، ٣٣٠).
(٢) هذا الكتابُ رواه الثَّعلبي بسنده إلى المؤلف، وهو أحد الكتب التي اعتمدها في مقدمة تفسيرِه. ينظر: مخطوط الكشف والبيان، نسخة المحمودية بمكتبة المدينة المنورة (لوحة: ١١).
(٣) ينظر: طبقات النحويين واللغويين (ص: ٧٣)، وهو من الكتبِ التي رواها الثعلبي بسنده إلى المؤلف. ينظر: مقدمة تفسيرِ الكشف والبيان، مخطوط، نسخة المحمودية، بمكتبة المدينة المنورة (لوحة: ١١).