الإرساء، وجعل النَّظائر: المواطن التي تكرَّر فيها المعنى، فمعنى مراساها في آية الأعراف نظيرُ معناها في آية النازعاتِ.
ملاحظُ على كتبِ الوجوه والنَّظائرِ:
* إذا وازنت هذه الوجوه بأقوالِ المفسِّرينَ ممن قبلهم، فإنَّك ستظفرُ بكثيرٍ منها عندهم، فكتب الوجوهِ والنظائرِ إنَّما هي جَمْعٌ لِلمُتَفَرِّقِ من أقوالِ المفسِّرينَ، وإنْ لم يَنْسُبْ من ألَّف في الوجوه والنَّظائرِ أقوالَهم إليهم.
* كتبُ الوجوهِ والنَّظائرِ تَعْمِدُ إلى بيانِ المعنى السِّياقيِّ للَّفظةِ، لذا تكثرُ في هذه الكتب معاني بعض الألفاظ، وهي متداخِلةٌ، ولا حاجةَ لفصلِها عن بعضِها؛ كالوجوه التي أوردها مقاتلٌ (ت: ١٥٠) في «المشي»، وهي: المُضيُّ، والهُدى، والمرور، والمشي بعينه (١).
وثلاثةُ أوجهٍ منها بمعنى واحدٍ، وهي: المُضيُ، والمرورُ، والمشيُ بعينه. ولو جعلها وجهًا واحدًا لكان أولى، ولست أدري ما عِلَّةُ تكثيرِه لأوجه هذه اللَّفظةِ، وعنده من أشباه هذا التَّكثيرِ كثيرٌ.
* كما أنَّ بعضَ هذه الوجوهِ فيه تكلُّفٌ لا داعي له سوى التَّكثُّرُ.
_________
(١) ينظر: الأشباه والنظائر، لمقاتل، تحقيق: الدكتور عبد الله شحاتة (ص: ١٠٤)، وقد ذكرها بغير زيادةٍ هارون الأعور في الوجوه والنظائر، تحقيق: الدكتور حاتم الضامن (ص: ٤٢)، ويحيى بن سلام في التصاريف، تحقيق: الدكتورة هند شلبي (ص: ١١٧)، والدامغاني في الوجوه والنظائر، حققه وأعاد ترتيبه عبد العزيز سيد الأهل (ص: ٣٤٦ - ٣٤٧)، وابن المعاد في كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر، تحقيق: فؤاد عبد المنعم أحمد (ص: ٥٥ - ٥٧)، ولم يذكر هذه اللفظةَ ووجوهها ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر.