النطقِ، فإن نزوع أمثال هؤلاء عن طريقة منطقهم تحتاج إلى تعلُّمٍ وتكلُّفٍ، والله أعلم.
الثاني: أنَّ أغلب اختلاف الأحرف السبعة يرجع إلى طريقة النطق، وإنما جاء ذكر التيسير بهذه الصورة في الحديث على الأسلوب النبوي الشرعي في نسبة الكلِّ إلى أعظم جزءٍ فيه؛ كقوله صلّى الله عليه وسلّم: «الحج عرفة» (١)، مع أنَّ في الحجِّ أركاناً غير الوقوف بعرفة، وإنما المراد التنبيه على أهمية هذا الركن من أركان هذا الحجِّ، وأنَّ من فاته فقد فاته الحجُّ، وفي سنته من الأمثلة المشابهة لذلك عدد غير قليل.
والمقصود أنه لا يلزم أن يكون كل اختلافٍ في هذه الأحرف لا يستطيعه من ذكرهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بل قد يستطيعونه، والله أعلم.
ومن المهم ملاحظة أن التخفيف على الأمة بالأحرف السبعة لم ينقطع، فالرسول صلّى الله عليه وسلّم استزاد لأمته كلها، وليس لزمن من أزمانها دون غيره، وهذه الملحوظة يحسن التنبه لها في كل الأحاديث التي يرد فيها ذكر أمته صلّى الله عليه وسلّم.
ثانياً: الاختلافات الواردة في القراءات القرآنية من خلال القراءات المشهورة
إذا اجتهدت في حصر أنواع الأوجه القرائية التي وقع فيها الاختلاف في هذه القراءات = فإنه سيظهر لك أنواع كثيرة، ومنها على سبيل المثال:
١ - الفك (الإظهار) والإدغام (قد سمع، قسَّمع).
٢ - الإمالة والفتح (والضحى).
٣ - القصر والمد.
٤ - التسهيل والتحقيق (أاعجمي، أأعجمي).
_________
(١) أخرجه أحمد (٤: ٣٠٩)؛ والترمذي (٨٨٩)؛ والنسائي (٣٠١٦)؛ وابن ماجه (٣٠١٥) كلهم عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي. وصححه ابن خزيمة (٢٨٢٢)؛ والحاكم (٢: ٢٧٨) وسكت عنه الذهبي.