الوزن ومجانسة القوافي، فلو بطل أحد الشيئين خرج من ذلك المنهاج وبطل ذلك الحسن الذي له في الأسماع، ونقصت رتبته في الأفهام. والفائدة في الفواصل دلالتها على المقاطع، وتحسينها الكلام بالتشاكل وإبداؤها في الآي بالنظائر.

باب التجانس


تجانس البلاغة هو بيان بأنواع الكلام الذي يجمعه أصل واحد في اللغة والتجانس على وجهين، مزاوجة ومناسبة، فالمزاوجة تقع في الجزاء كقوله تعالى: ﴿فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه﴾ أي جازوه بما يستحق على طريق العدل، إلا أنه استعير للثاني لفظ الاعتداء لتأكيد الدلالة على المساواة في المقدار، فجاء على مزاوجة الكلام لحسن البيان. ومن ذلك: ﴿مستهزئون، الله يستهزئ بهم﴾، أي يجازيهم على استهزائهم. ومنه: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) أي جازاهم على مكرهم. فاستعير للجزاء على المكر اسم المكر لتحقيق الدلالة على أن وبال المكر راجع عليهم ومختص بهم. ومنه ﴿يخادعون الله وهو خادعهم﴾ أي مجازيهم على خديعتهم، ووبال الخديعة راجع عليهم. والعرب تقول: الجزاء بالجزاء، والأول ليس بجزاء، وإنما هو على مزاوجة الكلام.


الصفحة التالية
Icon