قال ابن عباس (١): نزلت بمكة فهي مكية (٢).
_________
(١) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم، صحابي، حبر هذه الأمة، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، (ت: ٦٨ هـ) بالطائف. الأصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران ت: ٤٣٠ هـ، معرفة الصحابة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، ط ١، (الرياض: دار الوطن للنشر، ١٤١٩ هـ- ١٩٩٨ م)، ٣/ ١٦٩٧. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عاصم النمري القرطبي ت: ٤٦٣ هـ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ت: علي محمد البجاوي، ط ١، (بيروت: دار الجيل، ١٤١٢ هـ-١٩٩٢ م)، ٣/ ٩٣٤.
(٢) النحاس، معاني القرآن الكريم ت: محمد علي الصابوني، ط ١، (مكة المكرمة: جامعة أم القرى، ١٤٠٩ هـ)، ٣/ ٣٩٥. قال القرطبي، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأناري الخزرجي (ت: ٦٧١ هـ) الجامع لأحكام القرآن، ت: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط ٢، (القاهرة: دار الكتب المصرية، ١٣٨٤ هـ-١٩٦٤ م)، ٩/ ١١٨ ـ: وهي مكية كلها. وقال ابن عباس وقتادة: إلا أربع آيات منها. وروي أن اليهود سألوا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن قصة يوسف فنزلت السورة، وقال سعد بن أبي وقاص: أنزل القرآن على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فتلاه عليهم زمانا فقالوا: لو قصصت علينا، فنزل: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ﴾ سورة يوسف، الآية: ٣. فتلاه عليهم زمانا فقالوا: لو حدثتنا، فأنزل: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾ سورة الزمر، الآية: ٢٣. قال العلماء: وذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن، وكررها بمعنى واحد في وجوه مختلفة، بألفاظ متباينة على درجات البلاغة، وقد ذكر قصة يوسف ولم يكررها، فلم يقدر مخالف على معارضة ما تكرر، ولا على معارضة غير المتكرر، والإعجاز لمن تأمل. وقال الفيروزآبادى: هذه السّورة مكِّيّة بالاتِّفاق.. الفيروزآبادى، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، مرجع سابق، ١/ ٢٥٥. فائدة: وقول ابن عباس-رضي الله عنهما- بأنها مكية باعتبار النزول المكاني وهذا يؤيد من قال: كل ما نزل بمكة فهو مكي، وليس باعتبار من قال كل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وكل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني، [وهذا الأخير الذي أميل إليه، وهو ما رجحه كثير من الأئمة] فقد قال ابن جزي: اعلم أنّ السور المكية هي التي نزلت بمكة ويعد منها كل ما نزل قبل الهجرة، وإن نزل بغير مكة، كما أنّ المدنية هي السورة التي نزلت بالمدينة ويعدّ منها كل ما نزل بعد الهجرة وإن نزل بغير المدينة. وقد قال: إن سورة يوسف-عليه السلام- من السور المكية بلا خلاف. ابن جزي، مرجع سابق، ١/ ١٣. وقال الزركشي: اعلم أن للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات: أحدها: أن المكي ما نزل بمكة والمدني ما نزل بالمدينة. والثاني: وهو المشهور أن المكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة. والثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة. الزركشي، مرجع سابق، ١/ ١٨٧. وقال السيوطي: اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة: أشهرها: أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار. الإتقان في علوم القرآن، مرجع سابق، ١/ ٣٧.


الصفحة التالية
Icon