لأسماؤها (١).
﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ﴾ في منامي لي سجودا (٢)، ولمّا خبَّر عنها بفعل من يعقل أجرى ضميرها ضمير من يعقل، فقال: ﴿سَاجِدِينَ﴾ ولم يقل ساجدات (٣). ومثل ذلك قوله: {يَا
_________
(١) تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري للزيلعي، سورة يوسف عليه السلام، الحديث الثاني، ٢/ ١٦٠. قال: قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الرؤيا عن جابر بن عبد الله قال: جاء بستان اليهودي إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد هل تعرف النجوم التي رآها يوسف يسجدن له فسكت-عليه السلام-حتى جاءه جبريل فأخبره فقال: (يَا يَهُودِيّ لله عَلَيْك إِن أَخْبَرتك أَن تسلم قَالَ: نعم) فقال عليه السلام: (هِيَ خربَان والطارقُ وَالذَّيَّال وَقَابِس وَالْعَمُودَانِ وَالْفَيْلَق وَالْمصْبح وَالضَّرُوح وَذُو الكتفات وَوَثَّاب رَأَىهَا يُوسُف مُحِيطَة بِأَكْنَافِ السَّمَاء سَاجِدَة فَقَصَّهَا عَلَى أَبِيه فَقَالَ لَهُ أَبوهُ إِن هَذَا أَمرٌ قد تشَتَّتَ وسيجْمعُه اللهُ بعدُ) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي عليه. وقال ابن كثير: ورواه البيهقي في الدلائل.. وقد روى هذا الحديث الحافظان، أبو يعلى الموصلي، وأبو بكر البزار في مسنديهما، وابن أبي حاتم في تفسيره، أما أبو يعلى، فزاد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا رَأَىهَا يُوسُفُ قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ يَعْقُوبَ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: هَذَا أَمْرٌ مُتَشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ،-قَالَ: وَالشَّمْسُ أَبُوهُ وَالْقَمَرُ أُمُّهُ» تفرد به الحكم بن ظهير الفزاري، وقد ضعفه الأئمة وتركه الأكثرون، وقال الجوزجاني: ساقط... بتصرف. ابن كثير في تفسيره، ط العلمية، آية: ٥. ٤/ ٣١٧. قال الشيخ أحمد شاكر تعليقاً على تفسير ابن جرير: أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه، ولكن العجب أنه صححه، فإن هذا الخبر قد تفرد به الحكم بن ظهير، وهو واهي الحديث متروك... بتصرف. ابن جرير، مرجع سابق، ٥/ ٥٥٥.
فائدة لعرض الرواية الإسرائيلية:
نقد الرواية:
هذه الرواية غير صحيحة من جوانب نجملها في التالي:
١ - إن الحاكم صححها في مستدركه، تصحيح الحاكم غير معتد به عند العلماء إلا إذا وافقه غيره، ولم يصحح هذه الرواية أحد من العلماء غير الحاكم في المستدرك.
٢ - يظهر أنها من الإسرائيليات وأُلصقت بالنبي زوراً وبهتاناً، لأن يوسف- عليه السلام رأى كواكبا بصورها لا بأسمائها، ولا يوجد علاقة فيما ترمز إليه الرؤيا والأسماء التي جاءت في الحديث.
٣ - جاءت الأسماء الإحدى عشر مختلفة من تفسير إلى آخر، حيث جاءت في الدر المنثور حرثان بدلاً من جربان، وأيضاً اسم دنان، بدلاً من وثاب، وأيضاً في رواية السيوطي هودان بدلاً من عمودان والفيلق بدلاً من الفليق، وهذا الاختلاف في الأسماء في تفسير الدر المنثور للسيوطي عما جاء في تفسير الطبري والحوفي دليل إلى الزعم المكذوب في الرواية.
٤ - يوجد في سند الرواية الحكم بن ظهير، وقد ضعفه أئمة الحديث، وتركه الأكثرون منهم ولم يرووا له لشدة الضعف فيه، وقال الجوزجاني: "إنه ساقط، وصاحب حسن يوسف".
٥ - نقل أبو شهبه عن الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال" قال ابن معين: ليس بثقة أي الحكم ابن ظهير وقال: ليس بشيء وضعفه البخاري فقال: منكر الحديث، وقال مرة: تركوه وهو راوي حديث: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه"! فهل مثل هذا يعتد بروايته وبحسبه سقوطاً عندما قال عنه البخاري: "منكر الحديث" وتركوه.
زهد، أد. عام العبد زهد، الإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري لسورة يوسف عرض ونقد، مؤتمر خطر الروايات الواهية على الإسلام المنعقد الثلاثاء-الأربعاء ٧ - ٨ ذو القعدة ١٤٣٢ الموافق ٤ - ٥/ ١٠/٢٠١١ م (غزة-كلية أصول الدين-الجامعة الإسلامية)، ص ١٤... بتصرف.
(٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٩.
(٣) الثعلبي، أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم، (ت: ٤٢٧ هـ)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، ت: الإمام أبي محمد بن عاشور، ط ١، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ١٤٢٢ هـ-٢٠٠٢ م)، ٢/ ٣٠. الخازن، أبو الحسن علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي، (ت: ٧٤١ هـ)، لباب التأويل في معاني التنزيل، ت: تصحيح محمد علي شاهين، ط ١، (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤١٥ هـ)، ٢/ ٥١١. القرطبي، مرجع سابق، ٢/ ١٨٧.


الصفحة التالية
Icon