﴿لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ﴾، ﴿أَنْ﴾ وما عملت فيه في موضع رفع (١) بـ يحزنني، ﴿بِهِ﴾ متعلق بـ ﴿تَذْهَبُوا﴾، ﴿وَأَخَافُ﴾ مستأنف، ﴿أَنْ يَاكُلَهُ الذِّئْبُ﴾، ﴿أَنْ﴾ في موضع نصب بـ ﴿أَخَافُ﴾ (٢)، ﴿وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾، ﴿عَنْهُ﴾ متعلق بـ ﴿غَافِلُونَ﴾، ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾، "إن" التي للشرط، دخلت عليها لام القسم (٣)، ﴿وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ ابتداء وخبر في موضع حال، أي: وهذه حالنا في الاجتماع (٤)، ﴿إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾، "إذن"جواب لا عمل لها (٥) في هذا الموضع لتوسطها.
القولُ في القراءةِ: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ بالنون فيهما، الباقون: بالياء فيهما، وكلهم جزم العين، إلا أهل الحرمين: فإنهم كسراهما (٦)، فمن قرأ بالنون: فعلى الإخبار عن جماعتهم، وشاهده: ﴿إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ﴾، ومن قرأ بالياء: فعلى الإخبار عن يوسف، لأنهم أرادوا ماله في الخروج من الفائدة، ولم يريدوا ما لهم في ظاهر الأمر، ومن جزم العين: أراد الرتعة وهي السعة في الخصب، يقال: فلان راتع، أي: مُخْصِب، ومن كسر العين: أراد ترتعي من الرعي يقال: رعى وارتعى بمعنى، ثم حذف الياء وبقي الكسرة، و ﴿الذِّيبُ﴾ ترك همزه الكسائي وورش
_________
(١) النحاس، إعراب القرآن، مرجع سابق، ٢/ ١٩٥. القيسي، مشكل إعراب القرآن، مرجع سابق، ١/ ٣٨١.
(٢) القيسي، مشكل إعراب القرآن، مرجع سابق، ١/ ٣٨١. الأبياري، إبراهيم بن إسماعيل (ت: ١٤١٤ هـ)، الموسوعة القرآنية، ط ١، (مؤسسة سجل العرب، ١٤٠٥ هـ)، ٤/ ٢٢٨.
(٣) الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، مرجع سابق، ٢/ ٤٢٣. فخر الدين الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي، (ت: ٦٠٦ هـ) مفاتيح الغيب، ط ٤، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ١٤٢٠ هـ)، ١٨/ ٤٢٧.
(٤) الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، مرجع سابق، ٢/ ٤٤٦. فخر الدين الرازي، مرجع سابق، ١٨/ ٤٢٣.
(٥) صافي، مرجع سابق، ١٢/ ٣٩٢.
(٦) (واختلفوا) في "يرتع ويلعب" فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما، وقرأ الباقون فيهما بالياء، وكسر العين من يرتع المدنيان، وابن كثير، وأثبت قنبل الياء فيها في الحالين بخلاف كما تقدم، وأسكن الباقون العين. ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، مرجع سابق، ٢/ ٢٩٣.