الصحراء ونحن أحد عشر رجلا معه نحفظه، وهم العصبة، أي: الجماعة، إنا إذاً لعجزة بما نكون (١)، والخسران: إتلاف النفس، كما أن أعظم الربح سلامتها. وقد تضمنت الآيات: البيان عما يوجبه الحسد من حملان النفس على عظيم الأمور من قبل المحسود، أو تعريضه للقتل"الإلقاء في المهالك" (٢) كما كانت حال يوسف مع إخوته، والبيان عما يوجبه الوقوف بين شرّين لا بد من أحدهما من اختيار أنقصهما شرّا، كما أشار هذا القائل إذا رأى أنه لا بد من أحدهما، والبيان عما يوجب الحيلة من التلطف في المسألة ليتم الأمر الذي قُصد له عما فعل إخوة يوسف حين سألوا أباهم إرساله معهم، والبيان عما يوجبه حال من طلب اللهو واللعب من غير مراعاة واجب، ولا جائز، والبيان عما يوجبه شدة الإشفاق من الحزن عند الفراق مع سوء الظن بحوادث الزمان، وعوارض الآفات، والبيان عما يوجبه اغتصاب نفيس ما في يدي الإنسان من كونه في حكم الخاسر بالعجز، والتحسر على الخسران، وما لحق من النقصان.
القولُ في الوقفِ والتمامِ:
﴿صَالِحِينَ﴾ تمام (٣)، وكذا ﴿إِنْ كُنْتُمْ فَاعلانَ﴾ (٤)، وكذا ﴿لَحَافِظُونَ﴾ (٥)، وكذا ﴿غَافِلُونَ﴾ (٦)، وكذا ﴿لَخَاسِرُونَ﴾ (٧).
وقولُهُ عزَّ وجلَّ:
_________
(١) كذا في الأصل: "بما نكون" ولعل الصواب"هالكون" للسياق وبنحو ما ذكره ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٢٩. وكذا القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، /٣٥١٣.
(٢) كذا في الأصل ولعل الصواب "أو تعريضه للقتل والإلقاء في المهالك" لاستقامة المعنى.
(٣) النحاس، القطع والائتناف، مرجع سابق، ص ٣٣٠. ورؤوس الآي بعد "كافية" الداني، المكتفى في الوقف والابتدا، مرجع سابق، ص ٣٢٥ ويرى"يرتع ويلعب" كاف. وهو "كاف" عند الأشموني، مرجع سابق، ص ١٩١.
(٤) وهو كاف عند الأشموني، مرجع سابق، ص ١٩٢. وكذا "لحافظون" وكذا "غافلون".
(٥) وهو كاف عند الأشموني، المرجع السابق. وكذا عند الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد، مرجع سابق، ص ١٩٢.
(٦) الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد، المرجع السابق. وهو كاف عند الأشموني، المرجع السابق.
(٧) وهو حسن عند الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد، المرجع السابق.