﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢) وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣)﴾
يقال: شريت أشري إذا بعت (١)، ومنه قوله: ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ﴾ (٢) وقال ابن مفزع الحميري (٣):

وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي مِنْ قَبْلِ بُرْدٍ كنْتُ هَامَهْ (٤).
_________
(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٥/ ٨. الماوردي، مرجع سابق، ٣/ ١٨. الواحدي، مرجع سابق، ٢/ ٦٠٤.
(٢) سورة البقرة، الآية: (١٠٢).
(٣) هو يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري من فحول الشعراء وكان أبوه زياد بن ربيعة حدادا. وقيل: شعابا بتبالة. وتبالة بالفتح: قرية بالحجاز مما يلي اليمن. ولابن مفرغ هجو مقذع، ومديح، ونظمه سائر (ت: ٦٩ هـ). الجمحي، أبو عبد الله محمد بن سلّام بن عبيد الله ت ٢٣٢ هـ، طبقات فحول الشعراء، ت: محمود محمد شاكر، (جدة: دار المدني)، ٢/ ٦٨٩. الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ٣/ ٥٢٣. وفي أبيات يقولها في غلام له باعه وندم على بيعه واسمه برد، قال: وشريت بردًا ليتني... من بعد برد كنت هامه. العَبدُ يُقرَعُ بِالعَصا... والحرُ تكفيِه المَلاَمَهْ.
(٤) من قصيدة له، في هجاء عباد بن زياد، حين باع ما له في دين كان عليه، وقضى الغرماء، وكان فيما باع غلاماً لابن مفرغ، يقال له"برد"، وجارية يقال لها"أراكة". وقوله: "كنت هامة" أي هالكا. يقال: فلان هامة اليوم أو غد، أي قريب هلاكه، فإذا هو"هامة"، وذلك زعم أبطله الله بالإسلام كان في الجاهلية: أن عظم الميت أو روحه تصير هامة (وهو طير كالبومة) فتطير. ورواية غيره: "من بعد برد". ابن جرير، مرجع سابق، ٢/ ٣٤١. الجوهري، أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي (ت: ٣٩٣ هـ) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ت: أحمد عبد الغفور عطار، ط ٤، (بيروت: دار العلم للملايين، ١٤٠٧ هـ‍-١٩٨٧ م)، ٢/ ٤٤٧.


الصفحة التالية
Icon