باعوه بدراهم غير موزونة، ناقصة غير وافية لزهدهم "كان" فيه، وقيل: إنما قيل معدودة: ليعلم بذلك أنها كانت أقل من أربعين درهما، لأنهم كانوا في ذلك الزمان لا يزِنُونْ ما كان وزنه أقل من أربعين درهما، لأنهم كانوا في زمان أقل أوزانهم وأصغرها: كان الأوقية، وكانت الأوقية أربعين درهما (١)، فدل بمعدوده على قلة الدراهم، واختلف في معرفة عددها، فقال عبد الله ونوف النكالي (٢)،
وابن عباس والسدي وقتادة: كانت عشرين درهما (٣)، وقال مجاهد: كانت اثنين وعشرين درهما، أخذ كل واحد منهم درهمين درهمين (٤)، وقال عكرمة وابن إسحاق: كانت أربعين (٥)، وليس على ذلك تعيين لا في خبر ولا في نص (٦)، وقولُهُ: ﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ أي: وكان إخوة يوسف في يوسف من الزاهدين لا يعلمون كرامته على الله عز وجل، ولا يعرفون منزلته عنده (٧)، وهم مع ذلك يحبون أن يحولوا بينه وبين والده، ليخلوا لهم وجهه منه، لتكون المنافع التي كانت مصروفة إلى يوسف دونهم مصروفة إليهم (٨)، نحو ما رويَ عن الضحاك وابن عباس وجريج (٩).
_________
(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٥٥. الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٠٥. القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، ٥/ ٣٥٢٨.
(٢) في (د) "البكالي". نوف بن فضالة البكالي الحميري كنيته أبو يزيد ويقال أبو عمرو وقد قيل أبو رشيد أمه كانت امرأة كعب الأحبار يروي القصص روى عن: علي، وأبي أيوب الأنصاري، وكعب وهو نفسه نوف الشامي. ابن حبان، مرجع سابق، ٥/ ٤٨٣.. البُستي، أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، (ت: ٣٥٤ هـ)، مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، حققه ووثقه وعلق عليه: مرزوق على ابراهيم، ط ١ (المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشروالتوزيع، ١٤١١ هـ-١٩٩١ م)، ١/ ١٩٦.
(٣) سفيان الثوري، أبو عبد الله بن سعيد بن مسروق الكوفي (ت: ١٦١ هـ)، تفسير الثوري، ط ١، (بيروت: دار الكتب العلمية ١٤٠٣ هـ-١٩٨٣ م)، ١/ ١٣٨. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٥٧.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٥/ ١٤. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٣١١٦. الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٠٥.
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٥٨. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١١٦.
(٦) كذا في الأصل. وفي (د) "ولايقين".
(٧) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٥٩. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١١٧.
(٨) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٥٩.
(٩) في (د) "ابن جريج". وهو الصواب إن شاء الله تعالى.