﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلى عبدي، فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل» رواه مسلم (١).
قالوا: فهذا الحديث كسابقه، يدل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة من وجهين:
الوجه الأول: أن الله تعالى - بدأ الفاتحة بقوله ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ولو كانت البسملة آية من الفاتحة، لابتدأ بها، وعدها آية منها (٢).
الوجه الثاني: أن الله جعل الفاتحة بينه وبين عبده نصفين، وهي سبع آيات، باتفاق أهل العلم المعتد بقولهم، كما جعل تعالى - الآية: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ بينه وبين العبد، وهي منتصف السورة، فقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ وما قبله ثلاثة آيات ونصف، حمد وثناء وتمجيد وعبادة للرب، وقوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ وما
_________
(١) في الصلاة- باب وجوب قراءة الفاتحة- حديث ٣٩٥، وأبو داود- في الصلاة- باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب: حديث ٨٢١، والنسائي- في الافتتاح- باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب- حديث ٨٧٢، والترمذي- في التفسير- باب ومن سورة فاتحة الكتاب- حديث ٢٩٥٤، وابن ماجه- في إقامة الصلاة- باب القراءة خلف الإمام- مختصرًا دون قوله: «سمعت رسول الله - ﷺ - إلى آخره- حديث ٨٣٨، وأخرجه البيهقي برواياته في «جزء القراءة خلف الإمام» حديث ٤٩ - ٨٦.
(٢) انظر «المبسوط» ١: ١٦، «الاستذكار» ٢: ١٧٢، «التحقيق» ١: ٢٩٣، «مجموع فتاوى ابن تيمية» ٢٢: ٤٤٠.


الصفحة التالية
Icon