ومتابعة، وشهودًا لمنته عليه وتقصيره هو في أداء حقه، فهو مستحيٍ من مواجهته بتلك الخدمة، لعلمه أنها دون ما يستحقه عليه، ودون دون ذلك، وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته، فهو مضطر إلى أن يهديه الصراط المستقيم، الذي هدى إليه أولياءه وخاصته، وأن يجنبه الخروج عن ذلك الصراط، أما بفساد في قوته العلمية، فيقع في الضلال، وإما في قوته العملية، فيوجب له الغضب.
فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور، وقد تضمنتها سورة الفاتحة، وانتظمتها أكمل انتظام فإن قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ يتضمن الأصل الأول، وهو معرفة الرب تعلى، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.
والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهو اسم «الله» و «الرب» و «الرحمن». فاسم «الله «متضمن لصفات الألوهية، واسم «الرب «متضمن لصفات الربوبية، واسم «الرحمن «متضمن لصفات الإحسان والجود والبر، ومعاني أسمائه تدور على هذا.
وقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه، وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه، واستعانته على عبادته.
وقوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ يتضمن بيان أن العبد


الصفحة التالية
Icon