كما يمدح بفروسيته وشجاعته. وهو تقع على الحي والميت، وعلى الحيوان والنبات والجماد والزمان والمكان وغير ذلك، وهو كالحمد من حيث إنه يقع بالقول باللسان لا غير.
قال الراغب (١): «فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرًا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدًا».
«لله» اللام حرف جر، وهي تفيد معنى الاختصاص والاستحقاق (٢)، ولفظ الجلالة مجرور بها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف هو خبر (الحمد) تقديره: مستحق، أو واجب أو ثابت لله. وقد تقدم في بحث البسملة الكلام مستوفي على معنى لفظ الجلالة (الله) واشتقاقه (٣).
ومعنى (الحمد لله): أي أن الحمد المطلق لله وحده فهو المستحق له المختص به دون سواه وحمده - تعالى هو وصفه - عز وجل - بصفات الكمال اللازمة والمتعدية، كمال العظمة وكمال الإحسان والنعمة مع المحبة والتعظيم له والرضا عنه والخضوع له، لأنه المنعم بأكبر النعم وأعظمها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٤) - رحمه الله -: «والحمد نوعان حمد على إحسانه إلى عباده وهو من الشكر، وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق»
_________
(١) المفردات مادة «حمد».
(٢) انظر: «معالم التنزيل» ١: ٣٩، «لباب التأويل في معاني التنزيل» ١: ١٦.
(٣) راجع المبحث الثاني من الفصل الثاني، من الباب الأول: معنى البسملة.
(٤) في «مجموع الفتاوى» ٦: ٨٤.