الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها» رواه مسلم (١).
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكله الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم (٢).
وبما أن كل نعمة على العباد فهي من الله تعالى كما قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ (٣)، وبما أن نعم الله على العباد كثيرة لا تحصى، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ (٤).
فإن العبد ليس بمقدوره أن يشكر الله حق شكره على هذه النعم التي منها النعم الدينية من الإيمان والعلم والتقوى، والنعم الدنيوية كالصحة والمال والنعم أخروية وهي الجزاء الكثير على العمل القليل في العمر القصير، ومضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
إذ كيف يمكن العبد أن يشكر الله حق شكره والشكر نفسه نعمة من الله على العبد تستوجب الشكر. فما على العبد إلا أن يقوم بما يستطيع من الشكر ويقول «سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (٥).
_________
(١) في الطهارة - فضل الوضوء - الحديث ٢٢٣.
(٢) في الذكر - استحباب حمد الله - تعالى - بعد الأكل الحديث ٢٧٣٤.
(٣) سورة النحل، الآية: ٥٣.
(٤) سورة إبراهيم، الآية: ٣٤ وسورة النحل، الآية: ١٨.
(٥) أخرجه مسلم في الصلاة - باب ما يقال في الركوع والسجود - الحديث ٤٨٦ عن عائشة قالت: فقدت رسول الله - ﷺ - ليلة من الفراش فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدمه وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»، وأبو داود في الصلاة - باب الدعاء في الركوع والسجود - الحديث ٨٧٩.