وبمعنى صاحب الشي، كما قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (١) أي صاحب العزة.
وكل هذه المعاني حق بالنسبة له - تعالى - فهو تعالى مربي الخلق وخالقهم ومالكهم وسيدهم، وهو معبودهم بحق، وهو القيوم على كل شيء ومدبره ومصلحه. وهو صاحب العزة سبحانه وتعالى (٢). قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٣) «الرب: هو المربي الخالق الرازق الناصر الهادي».
واسمه تعالى «الرب» يفيد أن الربوبية صفة ذاتية له - تبارك وتعالى وصفة فعلية (٤).
وربوبية الله لخلقه نوعان: ربوبية خاصة، وربوبية عامة:
فالربوبية العامة: هي خلقه للمخلوقين وملكه لهم، وتدبيره الكوني لهم، ورزقه لهم، وهدايتهم لمصالح دنياهم ونحو ذلك.
وهذه شاملة لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم، ناطقهم وبهيمهم، جيهم وجمادهم كما في قوله - تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
_________
(١) سورة الصافات، الآية: ١٨٠.
(٢) انظر: «تفسير الطبري» ١: ١٤١ - ١٤٣، «معالم التنزيل» ١: ٣٩، «الكشاف» ١: ٨، «المحرر الوجيز» ١: ٦٤ - ٦٦، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٦ - ١٣٧، «لباب التأويل» ١: ١٦، «البحر المحيط» ١: ١٨، «تفسير ابن كثير» ١: ٤٨، «أنوار التنزيل» ١: ٨، وانظر: «الصحاح»، «اللسان» مادة «رب».
(٣) في «مجموع الفتاوى» ١٤: ١٣.
(٤) انظر: «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٧.


الصفحة التالية
Icon