وقال آخر:
حصادك يومًا ما زرعت وإنما... يدان الفتى يومًا كما هو دائن (١)
وفي المثل والأثر: «كما تدين تدان» (٢).
والمراد بـ ﴿يَوْمَ الدِّينِ﴾ يوم القيامة، يوم قيام الناس من قبورهم، وقيام الأشهاد من الرسل والأنبياء والصالحين والملائكة، ويوم قيام العدل الحقيقي، يوم إدانة الخلائق ومحاسبتهم ومجازاتهم بأعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر. كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (٣)، وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (٤).
قال عمر - رضي الله عنه -: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ (٥).
ويطلق الدين على الملة والشريعة، كما قال تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
_________
(١) نسبه القرطبي في «تفسيره» ١: ١٤٣ - ١٤٤ - للبيد، وليس في ديوانه.
(٢) انظر: «مجاز القرآن» ١: ٢٣، «لسان العرب»: «مادة» دين»، «فتح الباري» ٨: ٤٥٨....
(٣) سورة غافر، الآية: ١٧.
(٤) سورة الجاثية، الآية: ٢٨.
(٥) سورة الحاقة، الآية: ١٨. انظر: «تفسير ابن كثير» ١: ٥١.