﴿سَوْطَ عَذَابٍ﴾ السوط: هو العصا الذي يضرب به.
ثم لما ذكر الله، عز وجل، ما أرسل على كل طائفة من العذاب، فأهلكت عاد بالريح، وثمود بالصيحة، وفرعون وجنوده بالغرق، ذكر أنه سبحانه يرقب عمل الناس ويحصيه عليهم، ويجازيهم به، قال تعالى:
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ الخطاب هنا للنبي - ﷺ - أو لكل من يتوجه إليه الخطاب يبين الله عز وجل أنه بالمرصاد لكل من طغى واعتدى وتكبر، فإنه له بالمرصاد سوف يعاقبه ويؤاخذه ويأخذه أخذ عزيز مقتدر.
وبعد أن ذكر الله حال بعض الأمم السابقة من الطغيان والعصيان وأنه لهم بالمرصاد، ذكر ما يدل على اختلاف أحوال العباد، فذكر أنه سبحانه يبتلي بعض عباده بالغنى والبعض بالفقر لينظر كيف يفعلون؟ فإن قيمة العبد عند الله ومكانته لا تتعلق بما وهب له من الدنيا، وما ناله من الأموال والأولاد وعرض الدنيا الفانية: فهو سبحانه يعطي الصالح والطالح، والبر والفاجر، والمؤمن والكافر، ابتلاء لهم بالسراء للغني، وبالضراء للفقير، قال سبحانه:
﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي * كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَاكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾.
﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾ الابتلاء من الله عز وجل يكون بالخير وبالشر، والابتلاء: الاختبار والامتحان.


الصفحة التالية
Icon