﴿فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾ أي: أكرمه بالمال ووسع عليه رزقه، وجاد عليه بالجاه والصحة.
﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي﴾ يعني إنني أهل للإكرام، ولا يعترف بفضل الله عز وجل.
﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ﴾ اختبره الله عز وجل وامتحنه.
﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ يعني: ضيق عليه الرزق ولم يوسعه له، ولا بسط له فيه.
﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ يقول إن الله تعالى ظلمني فأهانني ولم يرزقني كما رزق فلانًا، ولم يكرمني كما أكرم فلانًا فصار عند الرخاء لا يشكر، يعجب بنفسه ويقول: هذا حق لي، وعند الشدة لا يصبر بل يعترض على ربه ويقول:
﴿رَبِّي أَهَانَنِ﴾ أنكر سبحانه على الإنسان قوله: "أكرمن وأهانن" لأنه قال ذلك على وجه الفخر والكبر لا على وجه الشكر. وهذا حال الإنسان باعتباره إنسانًا، أما المؤمن فليس كذلك، لأنه يعلم أن الكرامة عنده أن يكرمه الله بطاعته وتوفيقه المؤدي إلى حظ الآخرة، وإن وسع عليه في الدنيا حمده وشكره.
﴿كَلَّا﴾ يعني: لم يعطك ما أعطاك إكرامًا لك، لأنك مستحق، وليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي، إنما الغنى والسعة ابتلاء من الله وامتحان؛ ليرى من يشكر ومن يكفر.
﴿بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ يعني: أنتم إذا أكرمكم الله عز وجل بالنعم لا تعطفون على المستحقين للإكرام وهم اليتامى، بما آتاكم الله من الغنى، ولو أكرمتموه لكان ذلك لكم كرامة عند الله.