﴿الْيَتِيمَ﴾ الفقير من اليتامى، والغني من اليتامى.
﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ يعني: لا يحض بعضكم بعضًا على أن يطعم المسكين، وإذا كان لا يحض غيره فهو أيضًا لا يفعله، فهو لا يطعم المسكين، ولا يحض على طعام المسكين.
﴿وَتَاكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾
﴿التُّرَاثَ﴾ ما يورثه الله العبد من المال، سواء ورثه عن ميت، أو باع واشترى وكسب، أو خرج إلى البر وأتى بما يأتي به من عشب وحطب وغير ذلك.
﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ ذا لم، وهو الجمع بين الحلال والحرام، وكانوا يأكلون المال أكلاً شديدًا بنهم وطمع، حيث كانوا يأكلون ميراث الصغير والمرأة.
﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ أي: عظيمًا مع حرص وشَرَه، وهذا هو طبيعة الإنسان.
وكل هذه الأعمال السابقة من كفر النعمة وعدم شكرها والقيام بحقها تقع في الدنيا، ولهذا ذكر الله عز وجل، بعدها أحوال الآخرة وما يجري فيها حتى يتعظ الإنسان ويرجع عن غية فقال تعالى:
﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.
يذكر الله سبحانه وتعالى الناس بيوم القيامة.