﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾.
﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ أي: الإنسان الذي كان يقول: ﴿أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا﴾.
﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ أي: وما أعلمك ما اقتحام العقبة؟ وفيه تعظيم لشأنها وتهويل.
﴿الْعَقَبَةَ﴾ هي الطريق في الجبل الوعر، واقتحام هذه العقبة شاق على النفوس، أي: أفلا نشط واخترق الموانع التي تحول بينه وبين طاعة الله.
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ هذا الاستفهام للتشويق والتفخيم أيضًا.
وقد بينها الله في قوله: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾.
﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ أي: هي عتق رقبة مملوك من الرق والعبودية.
﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾.
﴿أَوْ﴾ هذه للتنويع.
﴿إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ أي: ذي مجاعة شديدة، ويوم المجاعة الذي يعز فيه الطعام هو محك لحقيقة الإيمان وحب البذل في أوجه الخير.


الصفحة التالية
Icon