﴿وَاسْتَغْنَى﴾ استغنى عن الله، عز وجل، ولم يتق ربه، بل رأى أنه في غني عن رحمة الله، وزهد في الأجر والثواب.
﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ أي: بالقولة الحسنى، وهي قول الله تعالى وقول رسوله - ﷺ -.
﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ ييسر للعسرى في أموره كلها فتتعسر عليه أسباب الخير والصلاح، ويضعف عن فعلها، فيؤديه ذلك إلى النار.
﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ﴾ يعني: أي شيء يغني عنه ماله إذا بخل به.
﴿إِذَا تَرَدَّى﴾ أي: هلك فأي شيء يغني المال؟ لا يغني شيئًا.
ثم ذكر جل وعلا، ما كتبه على نفسه، فضلاً منه بعباده ورحمة أن يبين الهدى لفطرة الناس ووعيهم، فلا تكون هناك حجة لأحد ولا يكون هناك ظلم لأحد قال تعالى:
﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾.
﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ فيه التزام من الله عز وجل، أن يبين للخلق ما يهتدون به إليه، وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى﴾ يعني: لنا الآخرة والأولى وكل ما في الدنيا نتصرف به كيف نشاء، الأولى متقدمة على الآخرة في الزمن، ولكنه في هذه الآية أخرها.
ولما ذكر الله عز وجل في الآيات السابقة انقسام الناس إلى مصدق ومكذب، وباذل وممسك، ذكر جزاءهما في الآخرة فقال تعالى: