﴿وَجَعَلْنَا الليْلَ لِبَاسًا﴾ أي: جعل الله هذا الليل الذي يغشى ظلامه وسواده على الأرض، بمنزلة اللباس، كأن الأرض تلبسه ويكون جلبابًا لها.
﴿وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ أي: جعلناه مشرقًا نيرًا مضيئًا ليتمكن الناس فيه من طلب الرزق وتحصيل الأقوات.
﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ وهي السماوات السبع، وصفها الله تعالى بالشداد لأنها محكمة البناء في غاية القوة والصلابة، متينة في إحكامها وإتقانها، لا تتأثر بمرور العصور والأزمان.
﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ يعني بذلك الشمس فهي سراج مضيء، وهي أيضًا ذات حرارة عظيمة.
﴿وَهَّاجًا﴾ أي: وقادة، والوهج يجمع النور والحرارة.
وتستمر الآيات في ذكر نعم الله عز وجل، وقدرته على الخلق يشاهدها الناس ويرونها؛ فقال تعالى:
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ﴾ يعني: من السحاب، ووصف الله السحاب بأنه معصرات كأنما تعصر هذا المطر عند نزوله عصرًا كما يعصر الثوب، فإن هذا الماء يتخلل هذا السحاب ويخرج منه كما يخرج الماء من الثوب المعصور.
وهو سبحانه الذي أنزل بقدرته من السحاب ماءً كثيرًا متتابعًا تنبت به الأرض وتحيا به، فإذا انضاف ماء السماء إلى حرارة الشمس حصل في هذا إنضاج للثمار ونمو لها على أكمل ما يكون.
﴿مَاءً ثَجَّاجًا﴾ أي: مطرًا منصبًا بكثرة؛ كثير الثجَّ: يعني الانهمار والتدفق بهذا الماء الذي أنزل من السماء إلى الأرض.