﴿الْقَارِعَةُ﴾ اسم فاعل من قرع، والمراد: التي تقرع القلوب وتفزعها وذلك عند النفخ في الصور، والقارعة من أسماء القيامة.
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ هذا زيادة في التفخيم والتعظيم والتهويل للالتفات والتنبيه لهذا اليوم العظيم، أي: القيامة وأي شيء القيامة؟
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ أي يكون الناس من شدة الفزع والهول كالفراش: وهو الحشرة الطائرة المعروفة التي تتساقط على الضوء ليلاً.
﴿الْمَبْثُوثِ﴾ يعني المتفرق المنتشر، والمعنى: أن الناس في يوم القيامة يسيرون على غير هدى في كل اتجاه لشدة الهول حتى يحشروا إلى الموقف.
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ هذا هو الوصف الثاني من صفات ذلك اليوم المهول، أي: تصير وتتحول الجبال العظيمة الراسية إلى عهن منقوش، أي: تكون كالصوف الذي نفش بالندف، والمنقوش: المبعثر الذي تفرقت أجزاؤه.
ثم ذكر سبحانه أحوال الناس عند المحاسبة في الموقف، وتفرقهم فريقين على جهة الإجمال.
﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾.
﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ فإن من ثقلت موازينه وهي أعماله الصالحة، رجحت حسناته على سيئاته.
﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ في الجنة، إنها عيشة طيبة ليس فيها نكد، وليس فيها صخب، وليس فيها نصب، كاملة من كل وجه في جنات الخلد والنعيم.