﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ أي: مرصدة ومعدة للطاغين تنتظر وتترقب نزلاءها الكفار، وجهنم اسم من أسماء النار التي لها أسماء كثيرة، وسميت بهذا الاسم، لأنها ذات جهمة وظلمة بسوادها وقعرها.
﴿لِلطَّاغِينَ﴾ أي: للمردة والعصاة المخالفين للرسول.
﴿مَآبًا﴾ مرجعًا ومنقلبًا ومصيرًا.
﴿لَابِثِينَ فِيهَا﴾ أي: باقين في جهنم.
﴿أَحْقَابًا﴾ وهي جمع حقب، وهو المدة من الزمان؛ أي: مددًا طويلة.
ثم ذكر الله عز وجل بعضًا من أحوالهم وشقائهم في هذه النار، وما يجدونه من أنواع العذاب وأصنافه، فقال سبحانه:
﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ أي: لا يجدون في جهنم بردًا لقلوبهم ولا شرابًا طيبًا يتغذون به.
﴿إِلَّا حَمِيمًا﴾ ليس لهم إلا هذا الحميم، وهو الماء الحار المنتهي في الحرارة الذي يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء.
﴿وَغَسَّاقًا﴾ الغساق هو شراب منتن الرائحة، شديد البرودة، فيُجمع لهم والعياذ بالله، بين الماء الحار الشديد الحرارة، والماء البارد الشديد البرودة ليذوقوا العذاب من الناحيتين.
وقيل: إن المراد بالغساق صديد أهل النار، وما يخرج من أجوافهم من النتن والعرق وغير ذلك.
﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ أي: يجزون بذلك جزاء موافقًا لأعمالهم من غير أن يظلموا فذكر انحرافهم في العقيدة وانحرافهم في القول.


الصفحة التالية
Icon