﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ أي: لا يؤملون أن يحاسبوا، ولا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له، بل ينكرون البعث والحساب.
﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا﴾ كذبوا بما جاءت به الرسل من البينات والهدى والبعث والنشور.
﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾.
﴿وَكُلَّ شَيْءٍ﴾ يشمل ما يفعله الله عز وجل من الخلق والتدبير في الكون، ويشمل ما يعلمه العباد من أقوال وأفعال، ويشمل كل صغير وكبير.
﴿أَحْصَيْنَاهُ﴾ أي: ضبطناه بالإحصاء الدقيق الذي لا يختلف.
﴿كِتَابًا﴾ يعني: كتبًا، وقيل: كتبناه في اللوح المحفوظ.
﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ أي: يقال لأهل النار للإهانة والتوبيخ: ذوقوا ما أنتم فيه، فلن نزيدكم إلا عذابًا من جنسه، وآخر من شكله أزواج، فهم في مزيد من العذاب أبدًا.
وفيما ذكره الله عز وجل عن حال أهل النار من التخويف والتحذير ما يكون رادعًا وحاجزًا عن المعاصي والآثام.
ثم لما ذكر سبحانه وتعالى، ما أعده لأهل النار من العذاب، انتقل من ذكر حال الطغاة إلى حال التقاة، فذكر حال المؤمنين وما هم فيه من النعيم فقال سبحانه:
﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَاسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾.
﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ﴾ المتقون هم الذين اتقوا عقاب الله، وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه.


الصفحة التالية
Icon