الأرواح الشريرة الخبيثة، وفيه تنتشر الشياطين، وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط بالنهار، وقيل: أن الغاسق هو القمر.
﴿إِذَا وَقَبَ﴾ أي: أقبل.
﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ أي: وأعوذ به من شر النساء الساحرات، يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسمة فيها أسماء الشياطين على كل عقدة تعقد بقصد السحر.
﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ﴾ الحاسد هو الذي يكره نعمة الله على غيره، مبغض للناس على ما وهبهم الله من نعم، يريد زوالها عنهم، ولا يرضى بما قسمه الله تعالى له.
﴿إِذَا حَسَدَ﴾ ومن حسد الحاسد العين التي تصيب المُعان يكون هذا، وقد قيدها سبحانه بقوله: ﴿إِذَا حَسَدَ﴾ لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه، ولا يترتب عليه أذى بوجه ما، بل لا يجد في قلبه شيئًا من ذلك.
وجاء في الآية ذكر الحاسد دون العائن، لأنه أعم، فكل عائن حاسد ولا بد، وليس كل حاسد عائن، فإذا استعاذ من شر الحاسد دخل فيه العائن وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته.
وهذا السور تضمنت الاستعاذة من أمور أربعة:
أحدهما: شر المخلوقات التي لها شر عمومًا.
الثاني: شر الغاسق إذا وقب.
الثالث: شر النفاثات في العقد.
الرابع: شر الحاسد إذا حسد.