﴿لَا يَتَكَلَّمُونَ﴾ أي: لا يتكلمون ملائكة ولا غيرهم.
﴿إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ﴾ بالكلام، فإنه يتكلم كما أذن له.
﴿وَقَالَ صَوَابًا﴾ أي: قال قولاً صوابًا، موافقًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى وذلك بالشفاعة، إذا أذن الله لأحد أن يشفع، شفع فيما أذن له فيه على حسب ما أذن له، فلا يتكلم أحد في ذلك الموقف العظيم إلا بهذين الشرطين: أن يأذن الله له في الكلام، وأن يكون ما تكلم به صوابًا.
﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ﴾ أي: ذلك الذي أخبرناكم عنه، هو اليوم الحق الذي لا يروج فيه الباطل ولا ينفع فيه الكذب.
ثم لما رغب عز وجل ورهب وبشر وأنذر قال سبحانه:
﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا﴾ أي: من شاء عمل عملاً يؤوب به إلى الله، ويرجع به إليه.
﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا﴾ أي: خوفناكم وحذرناكم من عذاب قريب، وهو يوم القيامة.
﴿يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ أي: كل امرئ ينظر ما قدمت يداه، أي عمل في الدنيا.
﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي﴾ أي: ليتني لم أخلق، أو ليتني لم أبعث، وذلك تحسرًا وندامة.
﴿كُنْتُ تُرَابًا﴾ أي: يود الكافر أنه كان في الدنيا ترابًا فلم يخلق ولم يبعث ويحاسب ويعاقب.