المستقيم، وليحذروهم من الشرك والطغيان والعصيان، ومن تمام عدل الله عز وجل أن جعل بعد دار الدنيا موعدًا يلقى فيه كل إنسان جزاءه وفاقًا إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشرًا، وفي الآيات التالية يبين سبحانه وتعالى حال الكفار عند النفخ في الصور وبعث الناس من قبورهم في هذا اليوم العظيم قال تعالى:
﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾.
﴿وَالنَّازِعَاتِ﴾ أقسم سبحانه بالملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفار تنزعها.
﴿غَرْقًا﴾ أي: نزعًا شديدًا.
﴿وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾ يعني: الملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين، تنشطها نشطًا: أي تسلها برفق وسهولة.
﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾ هي: الملائكة تسبح بأمر الله، أي تسرع فيه كما يسرع السابح في الماء.
﴿فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا﴾ أيضًا هي: الملائكة تسبق غيرها إلى أمر الله عز وجل، أو الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة.
﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ وصف للملائكة؛ تدبر الأمر من السماء إلى الأرض بأمر الله.
﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ وهما النفختان في الصور،