النفخة الأولى: الراجفة ترجف الناس ويفزعون ثم يموتون عن آخرهم إلا من شاء الله، والنفخة الثانية التي تعقب الأولى، هي: الرادفة يبعثون من قبورهم فيقوم الناس أحياء من قبورهم مرة واحدة، وهم في حالة شديدة من الاضطراب بادية الذل، يجتمع عليها الخوف والانكسار، والرجفة والانهيار، قال تعالى: ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾.
﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ﴾ هذه حال القلوب في ذلك الموقف العظيم.
﴿وَاجِفَةٌ﴾ أي فزعة مضطربة خائفة خوفًا شديدًا، لما عاينت وأبصرت من أهوال يوم القيامة.
﴿أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ﴾ يعني: أبصار أصحابها ذليلة حقيرة، لا تكاد تحدق أو تنظر بقوة من هول ما ترى، قد غضت أبصارهم لذلهم.
﴿يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ﴾ هذا يقوله المنكرون للبعث إذا قيل لهم: إنكم تبعثون يقولون: أنرد إلى أول حالنا وابتداء أمرنا فنصير أحياء بعد موتنا وبعد كوننا في حفر القبور.
﴿أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾ أي: كيف نبعث بعد أن كنا عظامًا بالية فتاتًا.
﴿قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ قالوا: أي: منكرو البعث، استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم؛ إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا من الجزاء، يصيبنا مما يقوله محمد.
﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ أي: إنما هي صيحة واحدة، وهي النفخة الثانية، زجرة من الله عز وجل، يزجرون ويصاح بهم فيقومون من