﴿رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ سمك كل شيء: قامته وارتفاعه، ورفعه يعني عن الأرض، ورفعه عز وجل بغير عمد، فجعلها عالية البناء، بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.
﴿فَسَوَّاهَا﴾ أي: جعلها مستوية تامة كاملة محكمة.
﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا﴾ أظلم ليلها فأصبح لا يرى إلا الظلام الأسود الحالك.
﴿وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾ أي: أبرز نهارها المضيء بإضاءة الشمس، فسار الناس في مصالح دينهم ودنياهم ومعاشهم وأرزاقهم.
﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ﴾ أي: بعد خلق السماوات والأرض.
﴿دَحَاهَا﴾ أي: بسط الأرض وأودع فيها منافعها.
﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا﴾ أي: فجر من الأرض الأنهار والعيون، وأخرج منها مرعاها، أي: النبات الذي يرعى.
﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ أي: جعلها راسية ثابتة في الأرض.
﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ أي: كل هذه النعم العظيمة جعلها لكم ولدوابكم وأنعامكم مسخرة مذللة، ينتفع الإنسان بليلها ونهارها وسهولها ومائها ونباتها؛ وكل تلك النعم إلى أجل، ثم تزول.
﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَاوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَاوَى﴾.
﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى﴾ أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمة، وسماها طامة لأنها داهية عظيمة تطم كل شيء سبقها.