﴿بِسْمِ﴾ ابدأ باسم الله، استعانة على الأداء والتوفيق.
﴿اللهِ﴾: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ والله: هو المألوه المعبود، وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له.
﴿الرَّحْمَنِ﴾ اسم دال على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء؛ ولهذا جاء على وزن «فعلان» الذي يدل على السعة.
﴿الرَّحِيمِ﴾ أي: الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن «فعيل» الدال على وقوع الفعل. فهنا رحمة هي صفته، دل عليها ﴿الرَّحْمَنِ﴾ ورحمة هي فعله، أي إيصال الرحمة إلى المرحوم دل عليها ﴿الرَّحِيمِ﴾.
و ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة.
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقة دل عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات الرحمة لله وهو كثير جدًا، وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله.
والرحمن الرحيم: اسمان كل منهما دال على صفة حقيقة لله على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهكذا يقال في جميع الصفات الواردة في الكتاب والسنة، والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي اسم الله والرب والرحمن.
وفي البسملة خلاف بين العلماء، فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة ويقرأ بها جهرًا في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة،