الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}.
﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ الواو هذه حرف قَسَم، يعني يقسم تعالى بالسماء وبروجها، والله عز وجل يقسم بما شاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله، فإن القسم بغير الله شرك.
﴿ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ أي: صاحبة البروج، والبروج جمع برج، وهو المجموعة العظيمة من النجوم، وسميت بروجًا لعلوها وارتفاعها وظهورها وبيانها.
﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ اليوم الموعود: هو يوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه.
﴿وَشَاهِدٍ﴾ من يشهد في ذلك اليوم من الخلائق.
﴿وَمَشْهُودٍ﴾ ما يشهد به الشاهدون على المجرمين من الجرائم الفظيعة التي فعلوها بالشهود وأنفسهم، وهم كل من قتل في سبيل الله كما في قصة أصحاب الأخدود.
﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾.
﴿قُتِلَ﴾ يعني أهلك وعذب، وهو جواب القسم.
﴿أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ هم قوم كفار أحرقوا المؤمنين بالنار، حيث شقوا لهم شقًا في الأرض، وأضرموا فيه النار فألقوهم فيها وأحرقوهم.
﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ الوقود: الحطب الذي توقد به.
﴿إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ﴾ يعني: أن هؤلاء الذين حفروا الأخاديد وألقوا فيها المؤمنين كانوا، والعياذ بالله عندهم قوة وجبروت، يرون النار تلتهم هؤلاء البشر وهم قعود عليها على الأسرة، فيعرضون المؤمنين على الكفر، فمن أبى ألقوه فيها.


الصفحة التالية
Icon