﴿وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ﴾ يعني: هم شهود على ما يفعلون بالمؤمنين، أي استحقوا هذه العقوبة أن الله أهلكهم ولعنهم، وهذا التعدي والظلم على عباد الله الصالحين كان سببه ما ذكره الله عز وجل والغرض تخويف كفار قريش، فقد كانوا يعذبون من أسلم من قومهم ليرجعوا عن الإسلام.
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ أي: ما أنكر هؤلاء الذين سعروا النار بأجساد هؤلاء المؤمنين إلا هذا.
﴿إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ إلا أنهم آمنوا بالله؛ العزيز هو الغالب الذي لا يغلبه شيء.
﴿الْحَمِيدِ﴾ على وزن فعيل، فيكون بمعنى محمود، فالله سبحانه وتعالى محمود على كل حال.
﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: الذي اختص بملك السموات والأرض.
﴿وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ أي: مطلع عز وجل على كل شيء، وهذا وعيد شديد لأصحاب الأخدود، ووعد خير لمن عذبوه على دينه من أولئك المؤمنين.
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ قال بعض السلف: انظر إلى حلم الله عز وجل يحرقون أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة يقول:
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا﴾.