والجنة ليست اسمًا لمجرد الأشجار والفواكه، والطعام والشراب، والحور العين، والأنهار والقصور فحسب فإن الجنة اسم لدار النعيم المطلق الكامل، ومن أعظم نعيم الجنة: التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه وقرة العين بالقرب منه وبرضوانه، فلا نسبة للذة ما فيها من المأكول والمشروب والملبوس والصور إلى هذه اللذة أبدًا فأيسر يسر من رضوانه أكبر من الجنان وما فيها من ذلك.
﴿الْفَوْزُ الْكَبِيرُ﴾ يعني: الذي به النجاة من كل مرهوب، وحصول كل مطلوب.
ثم ذكر الله عز وجل بعد الآيات السابقة قوته وعظمه وشدة بطشه بمن خالف أمره وذكر قصة فرعون وثمود وما جرى لهما، فقال تعالى:
﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾.
﴿إِنَّ بَطْشَ﴾ يعني: أخذه بالعقاب.
﴿رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ أي: عقابه شديد قوي.
﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ﴾.
﴿إِنَّهُ﴾ أي: الله عز وجل.
﴿يُبْدِئُ﴾ كل شيء.
﴿وَيُعِيدُ﴾ يعني: أن الأمر إليه ابتداء وإعادة.
ولما ذكر قوته وانتقامه من المخالفين وشدة بطشه، ذكر رحمته وعفوه لمن أطاعه وتقرب إليه.
﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾.