﴿وَهُوَ الْغَفُورُ﴾ يعني: ذا المغفرة، الساتر لذنوب عباده، المتجاوز عنها، والمغفرة: ستر الذنب والعفو عنه، فليست المغفرة ستر الذنب فقط بل ستره وعدم المؤاخذة عليه.
﴿الْوَدُودُ﴾ مأخوذ من الود، والود هو خالص المحبة فهو جل وعلا، ودود، ومعنى ودود أنه محبوب وأنه حاب، كثير المحبة لمن أطاعه.
ثم بين عظمته وتمام سلطانه في قوله:
﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ أي: صاحب العرش، والعرش هو الذي استوى عليه الله عز وجل، وهو أعظم المخلوقات وأكبرها وأوسعها وخلقه بهذا الوصف يدل على عظمة خالقه.
﴿الْمَجِيدُ﴾ المجد: هو النهاية في الكرم والفضل.
﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ هذا وصف الله تعالى بأنه الفعال لما يريد، إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون.
ثم لمَّا ذكر رحمته بعباده المؤمنين ورأفته بهم، ذكر أحداث بعض الأمم السابقة فقال تعالى:
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ﴾ والخطاب هنا موجه لرسول الله - ﷺ - أو لكل من يصح أن يتوجه إليه بالخطاب، أي: هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس وأنزل عليهم من النقمة التي لم يردها عنهم أحد؟
﴿الْجُنُودِ﴾ جمع جند وهم الذين تجندوا على أولياء الله ثم بين من هم بقوله.


الصفحة التالية
Icon