﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾ أي: لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة ينتفع بها.
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾.
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.
﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ مأخوذ من الفلاح، والفلاح كلمة جامعة، وهو: الفوز بالمطلوب.
﴿مَنْ تَزَكَّى﴾ مأخوذة من التزكية وهي التطهير.
﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ ذكر الله، واتصف بذكر الله وانصبغ به قلبه فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله خصوصًا الصلاة، فصلى خشوعًا وامتثالا لأمره.
﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.
﴿بَلْ﴾ أي: إنكم.
﴿تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ أي: تفضلون وتقدمون حياة الدنيا على الآخرة.
﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ الآخرة خير من الدنيا وأبقى، خير بما فيها من النعيم والسرور الدائم الذي لا ينغص بكدر، كذلك أيضًا هي أبقى من الدنيا؛ لأن بقاء الدنيا قليل زائل مضمحل، بخلاف بقاء الآخرة فإنه أبد الآبدين.