* عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ قال: كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلوا العشاء الآخرة؛ حرم عليهم الطعام والشراب والنساء حتى يفطروا، وإن عمر بن الخطاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وإن صِرْمة بن قيس الأنصاري غلبته عينه بعد صلاة المغرب؛ فنام فلم يشبع من الطعام، ولم يستيقظ حتى صلى رسول الله - ﷺ - العشاء؛ فقام، فأكل وشرب، فلما أصبح؛ أتى رسول الله - ﷺ - فأخبره بذلك؛ فأنزل الله عند ذلك: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾؛ فكان ذلك عفواً من الله ورحمة (١).
* عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه؛ قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل، فأمسى، فنام؛ حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر بن الخطاب عند النبي - ﷺ - ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد امرأته قد نامت؛ فأرادها؛ فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ثم وقع بها، وصنع كعب بن مالك مثل ذلك، فغدا عمر إلى النبي - ﷺ -؛ فأخبره؛ فأنزل الله -تعالى-: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ
وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ٢٢٦، ٢٢٧): "وقال سعيد بن أبي عروبة عن قيس به".
قال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله- في تعليقه على "جامع البيان" (٣/ ٤٩٨): "فهذا إسناد صحيح، أما ما وراء سعيد بن أبي عروبة؛ فلا ندري ما حاله حتى نعرف رواته".
قال الحافظ في "العجاب" (١/ ٤٤١): "كذا جاء في هذه الرواية أن صرمة بن قيس أبو قيس بن صرمة أكل وشرب بعدما نام، والذي تقدم أصح (حديث البراء) أنه امتنع؛ فجهد فنزلت".
قلنا: وهو كما قال -رحمه الله-.