وارجعوا إلى بلادكم، وقد كان رسول الله - ﷺ - خرج بنفر من أهله؛ فجاء عبد المسيح بابنه وابن أخيه، وجاء رسول الله - ﷺ - ومعه عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال رسول الله - ﷺ -: "إن أنا دعوت؛ فأمّنوا أنتم"، فأبوا أن يلاعنوه، وصالحوه على الجزية، فقالوا: يا أبا القاسم! نرجع إلى ديننا وندعك ودينك، وابعث معنا رجلاً من أصحابك يقضي بيننا، ويكون عندنا عدلاً فيما بينا، فقال رسول الله - ﷺ -: "ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين"، فنظر حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح، فدعاه، فقال: "اذهب مع هؤلاء القوم فاقض بينهم بالحق" (١). [موضوع]
* عن محمد بن جعفر بن الزبير: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ [آل عمران: ٦٢] إلى قوله: ﴿فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٦٤]؛ فدعاهم إلى النصف وقطع عنهم الحجة، فلما أتى رسول الله - ﷺ - الخبر من الله عنه، والفصل من القضاء بينه وبينهم، وأمره بما أمره به من ملاعنتهم، إن ردّوا عليه؛ دعاهم إلى ذلك، فقالوا: يا أبا القاسم! دعنا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه، فانصرفوا عنه، ثم خلوا بالعاقب -وكان ذا رأيهم-، فقالوا: يا عبد المسيح! ما ترى؟ قال: والله يا معشر النصارى! لقد عرفتم أن محمداً نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم، ولقد علمتم ما لاعَنَ قوم نبياً قط؛ فبقي كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، وأنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إِلف دينكم والإِقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم؛ فوادعوا الرجل، ثم انصرفوا إلى بلادكم؛ حتى يريكم زمن رأيه، فأتوا رسول الله - ﷺ - فقالوا: يا أبا القاسم! قد رأينا أن لا نلاعنك،
قلنا: وهذا حديث موضوع من دون ابن عباس -رضي الله عنهما- كلهم كذابون.