* عن الحسن: أن النبي - ﷺ - قال يوم أحد: "كيف يفلح قوم دَمَوْا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله -عزّ وجلّ-؟ "؛ فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾.
وفي رواية: بلغني: أن رسول الله لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد وكسرت رباعيته وجرح وجهه؛ قال -وهو يصعد على أحد-: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم؟ " (١). [صحيح]
* عن قتادة: أن رباعية رسول الله - ﷺ - أصيبت يوم أحد، أصابها عتبة بن أبي وقاص وشجه في وجهه، فكان سالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم والنبي - ﷺ - يقول: "كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم؟ "؛ فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾.
وفي رواية كسرت رباعيته وفرق حاجبه، وعليه درعان، والدم يسيل؛ فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح الدم، فأفاق وهو

= * ملاحظة: في حديث أبي هريرة: أن النبي دعا على أحياء من العرب وعلى مضر وذكوان ورعلاً الذين قتلوا السبعين قارئاً، وكان هذا في بئر معونة، وحديث أنس وغيره: أن ذلك كان في غزوة أحد، وقد وفق بينهما الحافظ في "الفتح" (٧/ ٣٦٦)، و"العجاب" (٢/ ٧٥١)؛ قال: "لكن يمكن الجمعُ بأنَّ نزولها تأخر حتى وقعت بئر معونة فكان يجمع في الدعاء بين مَنْ شج وجهه بأحد ومَنْ قتلَ أصحابَ بئر معونة؛ فنزلت الآية في الفريقين جميعاً فترك الدعاء على الجميع، وبقي بعد ذلك الدعاء للمستضعفين، إلى أنْ خلصوا وهاجروا، وهذه أولى من دعوى النزول مرتين".
قلنا: وهذا توفيق متين وجيد.
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٤/ ٥٧) بالرواية الأولى، وعبد بن حميد؛ كما في "العجاب" (٢/ ٧٤٩)، و"الدر المنثور" (٢/ ٣١٢) من طريقين عن الحسن به.
قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد ويشهد له حديث أنس السابق.


الصفحة التالية
Icon