* عن عائشة -رضي الله عنها-: أنها استعارت من أسماء قلادة؛ فهلكت، فبعث رسول الله - ﷺ - رجلاً فوجدها، فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء، فصلوا، فشكوا ذلك إلى رسول الله - ﷺ -؛ فأنزل الله آية التيمم، فقالا أسيد بن حضير لعائشة: جزاك الله أخيراً، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه؛ إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيراً.
وفي رواية: خرجنا مع رسول الله - ﷺ - في بعض أسفاره، حتى إذا كان بالبيداء -أو بذات الجيش-؛ انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - ﷺ - على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء؛ فأتى الناسُ إلى أبي بكر الصديق، فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله - ﷺ - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء! فجاء أبو بكر ورسول الله - ﷺ - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حَبَسْتِ رسول الله - ﷺ - والناس

= قلنا: والأول أرجح؛ لأمرين:
الأول: قال الحافظ ابن حجر في "العجاب" -بعد ذكر رواية عبد الرحمن بن مهدي-: "أصح طرقه؛ لأنَّ الثوري سمع من عطاء قبل اختلاطه، وعبد الرحمن أثبت من الفريابي". اهـ.
لكن تابعه القطان، وتابع عبد الرحمن وكيع، فإذا اعتبرنا جانب الحفظ والإتقان؛ قدمنا رواية ابن مهدي ووكيع، وهو الذي رجحه الحافظ.
الآخر: أننا رأينا الطحاوي روى الحديث في "المشكل" (١٢/ ٢٣٧ رقم ٤٧٧٦) من طريق الفريابي نفسه، لكن أرسله. وسياقه هكذا: عن الفريابي عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: دعا فذكره.
وهذه الرّواية مرسلة، فلا ندري هل الرواية عند الفريابي على ما ذكره الحافظ في "العجاب" متصلة أم مرسلة؟ وعلى كل؛ فالصواب ما ذكرن، ولا يضر مثل هذا الاختلاف، والمهم وقوع القصة، وسبب النزول واضح، والله أعلم.
والصحيح: أن الداعي هو رجل من الأنصار؛ كذا في رواية وكيع وابن مهدي، الراجحة، وتابعهم على ذلك أبو نعيم الفضل بن دكين وقبيصة؛ أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٠٧).


الصفحة التالية
Icon