الحجيج بنو غفار؛ فنحن أهدى سبيلاً أم هو؟ قالوا: أنتم؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢﴾ [النساء: ٥١، ٥٢] (١). [ضعيف]

(١) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٤/ ١٢٨٠ رقم ٦٤٨ - تكملة)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٧٤ رقم ٥٤٤١): ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقريء، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٠٣) من طريق عبد الجبار بن العلاء ثلاثتهم (سعيد ومحمد وعبد الجبار): نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة به مرسلاً.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٥٦٢)، وزاد نسبته لابن المنذر.
وخالفهما محمد بن يونس الجمال (*)؛ فرواه عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس به موصولاً.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ رقم ١١٦٤٥)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ١٩٣، ١٩٤).
قلنا: وهو وهم، والصواب الإرسال؛ فمحمد هذا ضعيف؛ كما في "التقريب" (٢/ ٢٢٢)؛ فلا تقبل زيادته للوصل.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٦): "فيه يونس بن سليمان الجمال ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلنا: وهو تصحيف، والصواب محمد بن يونس الجمال؛ فقد ذكر ضمن الرواة عن سفيان بن عيينة، ولم يذكر يونس من ضمن من روى عنه. وقد توبع عمرو بن دينار؛ فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ١/ ١٦٤، ١٦٥) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ٨٥) -: نا معمر: نا أيوب عن عكرمة: أن كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من كفار قريش، فاستجاشهم على النبي - ﷺ -، وأمرهم أن يغزوه، وقال: وإنا معكم نقاتله، فقالوا: إنكم أهل كتاب، وهو صاحب كتاب، ولا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم، فإن أردت أن نخرج معكم؛ فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما؛ ففعل، ثم قالوا: نحن أهدى =
(*) في "المعجم الكبير": يونس بن سليمان الجمال، وهو تصحيف.


الصفحة التالية
Icon