العلى؛ فأنزل الله: ﴿فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ (١). [ضعيف]
* وقال الثعلبي: نزلت في ثوبان مولى رسول الله - ﷺ -، وكان شديد الحب لرسول الله - ﷺ - قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه، ونحل جسمه؛ فعرف الحزن في وجهه، فقال له: "يا ثوبان! ما غير لونك؟ "، فقال: يا رسول الله! لا بيَ مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك؛ اشتقت إليك، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكَرْت الآخرة؛ فأخاف أن لا أراك هناك؛ لأني عرفت أنك تُرفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة؛ فذاك حين لا أراك أبداً؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية، ثم قال رسول الله - ﷺ - عن ذلك: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله والناس أجمعين" (٢).
* عن مقاتل بن سليمان؛ قال: قال رجل من الأنصار -يسمى عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو الذي رأى الأذان مع عمر-: يا رسول الله! إذا خرجنا من عندك إلى أهلينا؛ اشتقنا إليك، فلم ينفعنا

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٩٩٨ رقم ٥٥٧٨)، وعبد بن حميد في "تفسيره"؛ كما في "العجاب" (٢/ ٩١٤) من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة به.
قلنا: وهذا مرسل.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٥٨٩)، وزاد نسبته للطبري.
(٢) قال الحافظ في "العجاب" (٢/ ٩١٤): "وذكره الثعلبي بغير إسناد".
وقال الحافظان العراقي وابن حجر؛ كما نقله عنهما المناوي في "الفتح السماوي" (٢/ ٥٠٠): "ذكره الثعلبي في تفسره بلا إسناد ولا راوٍ، ونقله الواحدي في "أسباب النزول" [(ص ١١٠)] عن الكلبي".
قلنا: والكلبي متهم، والأثر لا يصح أبداً.


الصفحة التالية
Icon