يأتيه من الله-، قال: فكنا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب: "اكتب: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ... وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ "، قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله! ما ذنبنا؟ فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبي - ﷺ -، فخاف أن يكون ينزل عليه شيء من أمره؛ فبقي قائماً يقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله، قال: فقال النبي - ﷺ -: "اكتب: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ " (١). [صحيح]
* عن زيد بن أرقم؛ قال: لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ... وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (٨/ ٥٤٦، ٥٤٧ رقم ٣٩٣٧ - المسندة)، و"الإصابة" (٣/ ٢٠٩)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (٨/ ٦٠، ٦١ رقم ٧٦٣٠)، وأبو يعلى في "المسند" (٣/ ١٥٦، ١٥٧ رقم ١٥٨٣) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (رقم ١٧٣٣ - "موارد") -، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٨/ ٢٨٠، ٢٨١ رقم ٨٥٦)، والبزار في "مسنده" (٣/ ٤٥، ٤٦ رقم ٢٢٠٣ - "كشف")، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢/ ٢٨١ رقم ١٠٣٩/ ٥٨ رقم ٢٥٩٣)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٤/ ١٤٨، ١٤٩ رقم ١٥٠٣) جميعهم من طريق عبد الواحد بن زياد: ثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن الفلتان به.
قلنا: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات.
قال البزار: "حديث الفلتان يروى بإسناد أحسن من هذا"، وصححه ابن حبان.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٢٨٠): "رواه أبو يعلى؛ ورجاله ثقات".
وقال (٧/ ٩): "رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني بنحوه... ورجال أبي يعلى ثقات".
وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (٦/ ٢٧٢): "رواته ثقات".
وقال (٦/ ٢٨٧): "هذا إسناد رجاله ثقات".
وسكت عليه الحافظ في "فتح الباري" (٨/ ٢٦١).
وصححه شيخنا الإِمام الألباني -رحمه الله- في "صحيح موارد الظمآن" (١٤٥٠).


الصفحة التالية
Icon