.....................

= قلنا: هذا وهم؛ فأشعث ضعيف، وفاته أنه عند الطبراني.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ١٥٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ١٠٥٠ رقم ٥٨٨٧) كلاهما قال: ثنا أحمد بن منصور الرمادي: ثنا أبو أحمد الزبيري: ثنا محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس؛ قال: نزلت هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧]، وكان بمكة رجل يقال له: ضمرة من بني بكر، وكان مريضاً فقال لأهله: أخرجوني من مكة؛ فإني أجد الحرَّ، فقالوا: أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة؛ فنزلت هذه الآية: ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ﴾ إلى آخر الآية.
قلنا: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الشيخين؛ عدا محمد بن شريك، وهو ثقة.
(تنبيه): في "جامع البيان"؛ "شريك" بدل "محمد بن شريك"، فظنه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- في "الصحيح المسند من أسباب النزول"، وكذا المعلق على "مسند أبي يعلى" أنه شريك القاضي النخعي الكوفي -وهو ضعيف-؛ فضعفا الحديث!! وقد وهما في ذلك للوجوه الآتية:
الأول: أن الطبري نفسه روى حديثاً آخر بالسند نفسه في (٥/ ١٤٨) [في تفسير: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [النساء: ٩٧]]؛ فذكر محمد بن شريك على الجادة، وهو كذلك في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ٥٥٤، ٥٥٥).
الثاني: جاء منسوباً عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" في المكان الذي أشرنا إليه آنفاً.
الثالث: أنهم لم يذكروا في ترجمة عمرو بن دينار أنه روى عنه شريك القاضي بينما ذكروا محمد بن شريك ضمن الرواة عنه، كذلك لم يذكروا في ترجمة شريك أنه روى عن عمرو بن دينار، بينما ذكروا ذلك في ترجمة محمد أنه روى عن عمرو بن دينار؛ كما في "تهذيب الكمال" (٢٢/ ٨)، (١٢/ ٤٦٣ - ٤٦٥).
الرابع: قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٢/ ٢١٢ رقم ٤١٩٠) في ترجمة ضمرة: "قال ابن منده: رواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس، وعلقه أبو نعيم في "المعرفة" [(٣/ ١٥٤٧)] بقوله: "ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس...". اهـ.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٦٥٠)، وزاد نسبته لابن المنذر.


الصفحة التالية
Icon