أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم؛ هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهم أخرى مثلها في أثرها؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى- بين الصلاتين: ﴿إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (١). [ضعيف]
* عن مجاهد في قوله: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ﴾؛ قال: كان النبي - ﷺ - وأصحابه بعسفان، والمشركون بضجنان، فتوافقوا. فصلى رسول الله - ﷺ - بأصحابه صلاة الظهر ركعتين ركوعهم وسجودهم وقيامهم جميعاً؛ فَهَمَّ بهم المشركون أن يَغيرُوا على أمتعتهم وأثقالهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: ﴿فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ﴾ [النساء: ١٠٢]، فصلى بهم صلاة العصر، وصف أصحابه صفين، ثم كبر بهم جميعاً، ثم سجد الأولون بسجود، والآخرون قيام، ثم سجد الآخرون حين قام النبي - ﷺ -، ثم كبر بهم وركعوا جميعاً، فتقدم الصف الآخر واستأخر الصف المقدم فتعاقبوا السجود كما دخلوا أول مرة، وقصرت صلاة العصر إلى ركعتين (٢). [ضعيف]
* {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٥/ ١٥٥).
قال ابن كثير في "تفسيره" (١/ ٥٦١): "وهذا سياق غريب جداً".
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٢/ ٥٠٤ رقم ٤٢٣٦)، والطبري في "جامع البيان" (٥/ ١٥٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ١٠٥٢ رقم ٥٨٩٥) من طريقين عن مجاهد.
قلنا: وهو صحيح الإسناد؛ لكنه مرسل.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٦٥٧)، وزاد نسبته لابن المنذر.


الصفحة التالية
Icon