عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (١٠٢)}.
* عن أبي عياش الزرقي؛ قال: كنا مع رسول الله - ﷺ - بُعسْفان، قال: فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى النبي - ﷺ - الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة.
فقالوا: تأتي عليه الآن صلاة هي أحب إليهم من أبناءهم وأنفسهم، قال: فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ﴾ الآية، قال: فحضرت الصلاة، فقام رسول الله - ﷺ - مستقبل القبلة والمشركون أمامه، فأمرهم رسول الله - ﷺ - فأخذوا السلاح، فصففنا خلفه صفين؛ صف خلف رسول الله جميعاً، ثم سجد النبي - ﷺ - بالصف الذي يليه، قال: والآخرون قيام يحرسونهم، فلما سجدوا وقاموا؛ جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فركعوا جميعاً، ثم رفع فرفعوا جميعاً، ثم سجد النبي - ﷺ - بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلسوا؛ جلس الآخرون، فسجدوا، ثم جلسوا جميعاً، ثم سلم عليهم جميعاً، قال: فصلاها رسول الله - ﷺ - مرتين: مرة بعُسفان، وصلاها يوم بني سُليم (١). [صحيح]

(١) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٥٠٥ رقم ٤٢٣٧)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢/ ٤٦٣، ٤٦٥، ٤٦٦)، والطيالسي في "مسنده" (رقم ١٣٤٧)، وسعيد بن منصور في "سننه" (٤/ ١٣٦٧، ١٣٦٨ رقم ٦٨٦)، وأحمد (٤/ ٥٩، ٥٩، ٦٠، ٦٠)، وأبو داود في "سننه" (٢/ ١١ - ١٢/ ١٢٣٦)، والنسائي في "المجتبى" (٣/ ١٧٦، ١٧٧)، و"الكبرى" (١/ ٥٩٦، ٥٩٧ رقم ١٩٣٧، ١٩٣٨)، وابن حبان في "صحيحه" (٧/ ١٢٨ رقم ٢٨٧٦ - "إحسان")، والطبري =


الصفحة التالية
Icon