* عن سعيد بن جبير؛ قال: كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر؛ فيأخذه، فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته، فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه، فدنت إلى الإنس فقالوا لهم: أتريدون العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم، قالوا: فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه، فاستثارته الإنس؛ فاستخرجوه، فعملوا به، فقال أهل الحجاز: كان سليمان يعمل بهذا وهذا سحر؛ فأنزل الله -جل ثناؤه- على لسان نبيه محمد - ﷺ - براءة سليمان؛ فقال له: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ (١). [ضعيف جداً]

= الثالثة: سلمة بن الفضل الأبرش؛ صدوق كثير الخطأ؛ كما في "التقريب" (١/ ٣١٨).
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١/ ٣٥٦): ثنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير به.
قلنا: وسنده ضعيف جداً؛ فيه علل:
الأولى: الإرسال.
الثانية: جعفر بن أبي المغيرة؛ ليس بالقوي في سعيد بن جبير؛ كما قال ابن منده، وهو في غيره صدوق؛ كما في "ميزان الاعتدال" (١/ ٤١٧).
الثالثة: محمد بن حميد؛ متهم.
والحديث سكت عنه الحافظ في "العجاب" (١/ ٣١٣، ٣١٤).
الراجح: أنها نزلت بسبب استمرار سفهاء اليهود في اتهام نبي الله سليمان -عليه السلام- بالسحر؛ فأكذبهم الله بما أنزل على رسوله - ﷺ -، ومما يؤكد كذبهم وجود السحر في الأرض قبل سليمان؛ كسحرة فرعون -لعنه الله- الذين ناظرهم موسى -عليه السلام-، ومن المعلوم أن موسى كان مرسلاً قبل سليمان -عليه السلام- بأزمان.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ١٤١): "وتبعته اليهود على ملكه، وكان السحر قبل ذلك في الأرض لم يزل بها، ولكنه إنما اتبع على ملك سليمان، فهذه نبذة من أقوال أئمة السلف في هذا المقام، ولا يخفى ملخص القصة، والجمع بين أطرافها، وأنه لا تعارض بين هذه السياقات على اللبيب الفهم، والله الهادي". اهـ.


الصفحة التالية
Icon