* عن كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعراً، وكان يهجو النبي - ﷺ -، ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من المدينة حين قدمها رسول الله - ﷺ - يؤذون النبي - ﷺ - وأصحابه أشد الأذى؛ فأمر الله -تعالى- نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم، وفيهم أنزلت: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ إلى قوله: ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا﴾ (١). [صحيح]
* ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣)﴾.

(١) أخرجه الذهلي في "الزهريات"؛ كما في "العجاب في بيان الأسباب" (١/ ٣٥٥) -ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٢) -، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (رقم ١٠٩٠)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ١٩٦، ١٩٧) من طريق أبي اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه -وكان من الذين تيب عليهم؛ يعني: كعب بن مالك- به.
قلنا: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.
وقال الحافظ ابن حجر في "العجاب" (١/ ٣٥٦): "وهذا سند صحيح".
والحديث أصله عند أبي داود (رقم ٣٠٠٠).
(تنبيه): في مصادر التخريج عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه -وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم-.
فالذي لا يمعن النظر يظن أن والد عبد الرحمن هو عبد الله بن كعب، وهو تابعي؛ وعليه؛ فالحديث مرسل، وليس الأمر كذلك، بل سند الحديث؛ كما في "تحفة الأشراف" (٨/ ٣٢٢) عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه به.
ووقع في رواية القاضي أبي عمر الهاشمي: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه -وكان أحد الذين تيب عليهم-، والحاصل من ذلك -وهو المهم- أن والد عبد الرحمن هو كعب بن مالك وليس عبد الله.


الصفحة التالية
Icon