فأتيت به الرسول - ﷺ -، فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله، فقال: "رده من حيث أخذته" فانطلقت، حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال: فشد لي صوته: "رده من حيث أخذته"، قال: فأنزل الله -عزّ وجلّ-: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾.
قال: ومرضت فأرسلت إلى النبي - ﷺ - فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت، قال: فأبى، قلت: فالنصف، قال: فأبى، قلت: فالثلث، قال: فسكت، فكان -بعد- الثلث جائزاً.
قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمراً -وذلك قبل أن تحرم الخمر- قال: فأتيتهم في حشٍّ -والحشّ: البستان- فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزق من خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، قال: فأخذ رجل أحد لحيي الرأس فضربني به فجرح بأنفي، فأتيت رسول الله - ﷺ - فأخبرته؛ فأنزل الله -عزّ وجلّ- فيّ -يعني: نفسه- شأن الخمر: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ [المائدة: ٩٠] (١). [صحيح]
* عن سعد بن أبي وقاص؛ قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير، وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكتيفة، فأتيت به نبي الله - ﷺ -؛ فقال: "اذهب فاطرحه في القبض"، فطرحته قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي، قال: فما جاوزت إلا يسيراً حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله - ﷺ -: "اذهب فخذ سيفك" (٢). [حسن]
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (رقم ٢٦٨٩ - ط الأعظمي)، وابن أبي شيبة =